اختياراتنا الثقافية: تبادل الأدوات والآلات الموسيقية على طول طرق الحرير

© Javad Hassanpour / UNESCO Youth Eyes on the Silk Roads

انتشرت الأشكال المتنوعة للموسيقى والأدوات المختلفة المستخدمة في إنشائها خارج مناطقها الأصلية مصاحبة الناس أثناء تحركهم على طول طرق الحرير.

في المقابل، تأثر هؤلاء المسافرون على طول طريق الحرير بالانطباعات الموسيقية المختلفة للمناطق التي سافروا إليها.

حيث كانت العديد من الآلات الموسيقية والتي كانت شائعة في مناطق طرق الحرير ذات مرونة بحيث يمكن استخدامها لاستخراج مجموعة متنوعة من أنماط الموسيقى.

الكثير من الأدلة على انتقال الآلات الموسيقية المختلفة عبر طرق الحرير تأتي من خلال   اللوحات والنقوش والتماثيل حيث يمكن استخدامها كأمثلة لتتبع حركة الآلات المختلفة على طول طرق الحرير.

على سبيل المثال، هناك رموز وتوضيحات عن القيثارة، وهي الالة مميزة قادمة من منطقة البحر الأبيض المتوسط ، شبه القارة الهندية الشمالية، ومنطقة بكتريا، أضافة الى أماكن أخرى مختلفة على طول طرق الحرير.

في بعض الحالات، كان اعتماد الات مختلفة مرتبطًا بشكل وثيق بحركة وتنقل أديان معينة على طول طرق الحرير.

على سبيل المثال، قبل فترة زمنية طويلة من وصول الديانة البوذية إلى الصين في القرن الأول أو الثاني الميلادي، تم تطوير عدة أنواع من الأدوات الموسيقية المتقدمة صوتيًا في الصين.

وقد شمل هذا أجراس برونزية مضبطة، الطبول أجراس حجرية. ومع ذلك، فإن معظم هذه الآلات الإيقاعية الصاخبة وغير المتحركة في كثير من الأحيان أصبحت أقل شعبية بعد وصول الديانة البوذية إلى المنطقة عبر طرق الحرير.

في هذا الوقت تقريبًا، أصبحت آلات النفخ والوتر أكثر شيوعًا حيث نرى العديد من الأمثلة والتوضيحات في السجل الأثري.

وبمرور الوقت، تم استبدال الأجراس وأدوات قرع الاجراس والطبول بأدوات وترية يمكن نقلها بسهولة أكبر وعلى هذا النحو، فإن النقوش والصور التقليدية والتي تعود إلى القرن السابع الميلادي تصور الموسيقيين الذين يعزفون القيثارات ذات الزاويّة والناي والمزامير

تكشف الة القيثارة عن التفاعلات الموسيقية المعمقة والمتشعبة بين آسيا الوسطى والصين والهند والمناطق إلى الغرب.

يتوافق توزيع واستخدام الانواع المختلفة من القيثارة مع نمط جغرافي متميز للتأثيرات الموسيقية الفارسية والهندية.

كان هناك نوعان من القيثارة التي تم العثور عليها على طول طرق الحري، القيثارة المقوسة والقيثارة الزاوية.

 ظهرت القيثارة المقوسة لأول مرة في بلاد ما بين النهرين في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد وكانت واحدة من الأدوات الوترية الأساسية لشبه القارة الهندية بين القرن الأول قبل الميلاد وسنة ثمانمائة ميلادي.

أما القيثارة الزاوية فقد ظهرت في وقت لاحق من العام 1900 قبل الميلاد حيث كانت تستخدم في اليونان القديمة ومصر.

كما ووصلت القيثارات في وقت لاحق إلى أجزاء أخرى من العالم قبل دمجها ضمن التقاليد الموسيقية البوذية وإحضارها إلى مناطق شرق آسيا حيث تم تعزيزها بقوة في الصين بحلول القرن الخامس الميلادي.

هناك أكثر من خمسمائة توضيح مختلف للقيثارات من آسيا الوسطى خلال فترة ظهور البوذية وانتشارها والعديد منها من مواقع مختلفة على طول طرق الحرير.

الاشكال الموسيقية سواء المتنقلة أو الدائمة بالإضافةالى الآلات المستوردة، غالبا ما أدمجت في التقاليد الموسيقية الحالية كما تم تبادلها على طول طرق الحرير.

هذا التبادل للآلات الموسيقية والتقاليد لا يزال واضحًا اليوم باعتباره أحد العناصر الثابتة للتراث الثقافي المشترك لطرق الحرير.

كما يتضح هذا الامر بشكل أكثر من خلال الانتشار الشعبي وعلى نطاق واسع لأدوات الوتر والنفخ الأخرى مثل الكمان والناي.

لا تزال الموسيقى اليوم، إلى جانب الفنون المسرحية الأخرى، عنصرًا مهمًا في التراث الثقافي المشترك غير المادي على طول طرق الحرير والتي تنتقل من جيل إلى جيل اخر، والتي تعاد صياغتها باستمرار من قبل المجتمعات والمجموعات المختلفة، مما يوفر شعورًا بالاستمرارية والهوية المشتركة.

 

 

See Also

Early Medieval Turkic Manuscripts along the Silk Roads

Chinese WuShu along the Silk Roads

Traditional Medieval Indian Sea-Charts

Intercultural Elements of the Silk Roads in Korean Buddhist Art

Indian and European Influences on Persian Miniatures

Coastal Ornamental Patterns in Java Island

Central Asian Influences in Korean Music

 

تم إعداد هذا البرنامج وتنفيذه بدعم من

أتصل بنا

مقر منظمة اليونسكو الدولية

قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية

قسم البحوث وسياسات التخطيط المستقبلية

برنامج اليونسكو لطرق الحرير

7 Place de Fontenoy

75007 Paris

France

silkroads@unesco.org

تواصل معنا