اختياراتنا الثقافية : التصميم المعماري في المراكز الحضرية على طول طرق الحرير من القرن السابع الميلادي الى القرن الرابع عشر الميلادي
© Elyorjon Nematov UNESCO Youth Eyes on the Silk Roadsازدهرت المدن والمراكز الحضرية على طول طرق الحرير التي تمر بمناطق خراسان الواقعة في آسيا الوسطى (شمال شرق إيران حاليًا) وبلاد ما وراء النهر (جزء من آسيا الوسطى، والتي تشمل أجزاء من أوزبكستان الحالية وطاجيكستان وجنوب قرغيزستان وجنوب غرب كازاخستان) بين القرنين السابع والرابع عشر الميلادي.
كان لتنقل الثقافات والأفكار جنبًا إلى جنب مع الأنشطة التجارية المختلفة على طول هذه الطرق تأثير كبير على الهندسة المعمارية والتخطيط لمدن مثل سمرقند وبخارى ومرفي.
نظرًا لتعرض هذه المناطق لتأثيرات جديدة، خاصة من شبه الجزيرة العربية والصين، فقد تم دمج عناصر مختلفة من التصميم المعماري ضمن العناصر الموجودة مسبقًا.
كانت هذه التفاعلات الثقافية واضحة في بناء الهياكل الأثرية والزخرفية مثل المباني الدينية والحمامات والقوافل والقصور، وكذلك ضمن فعاليات النحت وتصميم الزينة.
قبل القرن التاسع الميلادي، كان سكان خراسان وبلاد ما وراء النهر يعيشون في الغالب في مستوطنات صغيرة متاخمة للقلاع المحصنة.
في القرن التاسع الميلادي، أصبحت المنطقة تحت تأثير الخلافة العباسية وكانت إحدى النتائج المترتبة على ذلك هي التطور السريع للمدن من القرن التاسع إلى القرن الثاني عشر الميلادي في خراسان وبلاد ما وراء النهر وخوارزم (وهي منطقة واحة بين بحر آرال وصحراء قاراكم)
بشكل عام، يتضمن نمط التنمية الحضرية النواة الأصلية للمستوطنة لفترة ما قبل الإسلام التي يتم تحويلها إلى قلعة محصنة، مع بناء مدينة مسورة حولها. خارج هذه المنطقة المسورة، غالبًا ما يكون هناك حي للتجارة والحرف يتكون من المتاجر وورش العمل
منذ حوالي القرن العاشر الميلادي وما بعده، تم استخدام الحجر الحراري المدمج مع مادة الجبس الطيني عالية القوة في الهندسة المعمارية الضخمة في تلك المناطق.
حيث تم استخدامه كمواد بناء، للجدران والهياكل القبة المقببة والتي اتاحت للمهندسين المعماريين طرق جديدة لوضع التطورات الحديثة في الرياضيات والهندسة التطبيقية موضع التنفيذ.
ومع ذلك، نظرًا لكون مادة البناء هذه باهظة الثمن، فقد تم تخصيص استخدامها للهندسة المعمارية الضخمة، وعلى وجه الخصوص المباني التي كانت بحاجة إلى مقاومة للماء مثل الجسور والأرصفة والحمامات.
داخل الهندسة المعمارية، كانت النسب الهندسية تستخدم في كثير من الأحيان مع نسبة المربع ويكون قطره الأكثر استخدامًا، على الرغم من أن النسب الأخرى كانت تستخدم أيضًا، مثل جوانب المثلث أو النسبة الذهبية.
تم انجاز عدد من التصميمات المعمارية بفضل التقدم الرياضي الهام الذي تم إحرازه في المراكز الأكاديمية مثل بغداد خلال هذا الوقت، وخاصة في تطوير تقنيات الهندسة التطبيقية.
قام الباحثين هنا بتجميع المعرفة الرياضية من العديد من مناطق العالم لترجمة النصوص أثناء العمل في بيئة محفزة للتبادل الفكري. تم استيعاب تقنيات الهندسة التطبيقية هذه واستخدامها على نطاق واسع من قبل المهندسين المعماريين في مناطق مختلفة على طول طرق الحرير في آسيا الوسطى
بالإضافة إلى ذلك، مثلت نزل القوافل فئة فريدة من نوعها من التصميم المعماري المتعارف عليه في مناطق طرق الحرير. تم بناء هذه النزل على جانب الطريق، في مدن تقع على الطرق البرية الرئيسية حيث يمكن للمسافرين والتجار اخذ الراحة خلال رحلاتهم الطويلة.
من الناحية المعمارية، كان هناك أهمية كبرى إلى توفير مأوى آمن للقوافل التي كانت تسافر لعدة أيام، من أجل الحماية من الهجوم والسرقة، وتوفير مساحة كافية للحيوانات مثل الإبل والخيول لدخولها.
كانت نزل القوافل تحتوي غالبًا على فناء مركزي محاط بمنطقة مغطاة للإيواء الصيفي للحيوانات وصالات مخصصة لفصل الشتاء، مع أماكن معيشة منفصلة وغرف خدمات بالإضافة الى غرف طعام كبيرة ومناطق للصلاة
أما التطورات الأخرى في الهندسة المعمارية والتصميم والتي تم تقديمها من القرن الثاني عشر حتى القرن الرابع عشر الميلادي فقد تضمنت على ميزات زخرفية مثل الحجر الزجاجي الملون والفسيفساء المطعمة المنحوتة.
أما التصاميم الداخلية تم تغطيتها في بعض الأحيان بالطلاء متعدد الألوان، وذلك من خلال استخدام تقنية معينة تعرف باسم (الكندال) والتي تسمح باستخدام مادة الذهب، وهو تقنية لطلاء الجدران تُنتج لوحة مطلية بالذهب تستخدم عادةً الذهب والأزرق مع ألوان أخرى بما في ذلك الأبيض والأحمر والأخضر للزهور وأوراق الشجر. في وقت لاحق، في النصف الأول من القرن الخامس عشر، أصبحت اللوحة الخطية الزرقاء الداكنة على خلفية بيضاء شائعة في تقليد البورسلين الصيني، وهو سلعة شهيرة للغاية تم تبادلها عبر طرق الحرير.
بشكل عام، ونظرًا لتراكم المراكز الحضرية على طول طرق الحرير في آسيا الوسطى، ساهم انتقال الثقافات المختلفة وتفاعلها في أنشطة تشكيل وتصميم العديد من العناصر المختلفة من التصميم المعماري.
بعض من عناصر التصميم نشأت من التقدم والتطور التي حصل في علم الرياضيات وخاصة الهندسة التطبيقية التي تم تطوريها في مراكز التعلم متعددة الثقافات، في حين أن البعض الآخر كان محددا لضرورات الأنشطة التجارية والسفر لمسافات طويلة، كما هو الحال في نزل القوافل التجارية.
See Also
The Maritime Silk Road Wares of the Tang Shipwreck
Illustrations of Literary Exchange along the Silk Roads
The Exchange of Musical Instruments along the Silk Roads
Early Medieval Turkic Manuscripts along the Silk Roads
Chinese WuShu along the Silk Roads
Traditional Medieval Indian Sea-Charts
Intercultural Elements of the Silk Roads in Korean Buddhist Art
Indian and European Influences on Persian Miniatures
