اليوم العالمي لحرية الصحافة 2017
من هو غيرمو كانو ايسازا؟
ولد غيرمو كانو ايسازا في بوغوتا في 12آب/ أغسطس 1925 . والده غابريال كانو فيلاغاس وأمه لوس ايسازا دي كانو. وكان ثاني أبنائهم الأربعة : لويس غابريال وغيرمو وألفونسـو وفيديل . وتميز منذ نعومة أظفاره بميله إلى القراءة، وبطريقته الخاصة في التعبير عن أفكاره وبأسلوبه وكان لا يزال بعد شابا صغيرا. وفي السابعة عشرة من عمره، عندما أنهى تعليمه الثانوي، بدأ العمل في صحيفة أسرته "الاسبكتادور". وكان يهوى فن مصارعة الثيران وجعل منه موضوع أولى مقالاته .
وشغل منصب سكرتير إدارة الصحيفة الذي كان يشغله أبوه قبله وكُلِّف بتحرير الباب المعنون "يوما بعد يوم" الذي يعالج مختلف مواضيع الساعة. ومنذ ذلك العهد، تميزت كتاباته باحترام مؤلفها العميق لأفكار غيره، وبخصاله الإنسانية وعشقه للجمال وحساسيته، مما مكنه من التعبير بنفس السلاسة في الأسلوب سواء تحدث عن متسول أو عن حسناء .
وفي 1950، تولى غيرمو كانو تأسيس "مجلة الأحد" وهي مجلة ثقافية تابعة لصحيفة "الاسبكتادور" يتعاون في تحريرها أفضل كتاب البلد وعدد كبير من أشهر المؤلفين في هذا القرن. وكانت هذه المجلة أيضا وسيلة مثلى لإطلاق مواهب كولومبية جديدة في الفنون التشكيلية، وتولى العديد من هؤلاء الفنانين رسم الصور المصاحبة للقصص المنشورة في المجلة .
وفي 1952، بعد الحريق الإجرامي الذي تعرض له مبنى الصحيفة، انسحب والد غيرمو من إدارة "الاسبكتادور" وعهد بها إليه في فترة عسيرة من تاريخ البلد .
وفي 1953، تزوج غيرمو كانو من آنا ماريا بوسكيتس التي أنجبت له خمسة أطفال هم خوان غيرمو وفرناندو وآنا ماريا وماريا خوسيه وكاميليا .
ومنذ توليه الإدارة، انخرط غيرمو كانو في النضال من أجل حرية الصحافة الذي واصله طوال حياته فاتحا صفحات المجلة في باب "مناقشات" لأشد الآراء والتيارات تنوعا .
وعندما أصبحت الحرية في النهاية حقيقة واقعة في كولومبيا، كرس غيرمو كانو كل طاقاته للمطالبة بها لزملائه في سائر مناطق العالم ، كما تبيّن أنه أفضل مراسل عرفته الصحيفة، سواء منذ سفره الأول إلى أوروبا وإفريقيا أو أثناء ألعاب ميونيخ الأولمبية حيث تولى التعليق على المأساة التي وقعت فيها أو عندما تنبأ من برشلونة في خضم كأس العالم لكرة القدم، أن كولومبيا التي عينت لاستضافة كأس العالم لعام 1986، لن تستضيفها.
وعلى الرغم من أن الكاتب الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز الفائز بجائزة نوبل للآداب، عندما تحدث عن الفترة التي عمل فيها في صحيفة "الاسبكتادور" اعترف بأنه عاجز عن التمييز على وجه اليقين، بين المقالات التي حررها بنفسه وتلك التي كتبها غيرمو كانو، فإن هذا الأخير لم يستلم مدة حياته سوى الجائزة الوطنية للصحافة من نادي صحفيي بوغوتا. ولكنه فاز بأكبر الجوائز الدولية في احتفالات التكريم التي أقيمت بعد وفاته .
وتولى في الأعوام الأخيرة من حياته تحرير تعليق أسبوعي بعنوان "دفتر ملاحظات"، الذي يصدر كل يوم أحد . وكان يعالج فيه مواضيع السـاعة بشتى أنواعها، وتجلت من خلاله إنسانيته ورومانسيته وسعيه الدائب إلى تحقيق السلام من خلال الحوار بدلا من السلاح. وبدأ منذ ذلك الحين كفاحـه ضـد تـجـار الـمخدرات الذين هاجمهم مجابهة بشجاعة وقوة وصراحة، دفع حياته ثمنا لها .
قتل غيرمو كانو على يد عصابات تجار المخدرات يوم17 كانون الأول/ديسمبر 1986، وهو خارج من دار صحيفته. وكان يحمل في سيارته عددا من هدايا عيد الميلاد، أحب الأعياد إلى قلبه.