النقد مقابل العمل: تحسين فرص كسب العيش لشباب المناطق الحضرية في اليمن

إن اليونسكو تقدر التراث الثقافي الفريد لليمن باعتباره يمثل قيمة عالمية بارزة للبشرية جمعاء. وتعتبر مواقع التراث العالمي لمدن صنعاء القديمة وشبام وزبيد بقايا حضارة حضرية استثنائية في ما يُعرف ببلاد العرب السعيدة. وتمثل مدينة عدن التاريخية أيضاً أحد مواقع التراث اليمني الحديث. وفي ظل الصراع الحالي، يتعرض التراث والثقافة اليمنيان لمخاطر شديدة. وقد تعرضت المواقع التراثية القيمة لمستويات مختلفة من أضرار الجانبية. وترى اليونسكو أن تدهور الثقافة اليمنية يؤثر في هوية شعبها وكرامته ومستقبله، بل وفي قدرتهم على الإيمان بالمستقبل.

إن توفير فرص العمل المدر للدخل وتعزيز أشكال التعبير الثقافي يمثل مساهمة كبيرة في بناء السلام والمصالحة والانتعاش. ولعل الشباب في اليمن هم أكثر الفئات تأثراً بالصراع وما يصاحبه من أزمة في البطالة. إن مشاركة الشباب في إحداث الاستقرار في المجتمعات من خلال أعمال إعادة التأهيل والبرامج الثقافية لهي أحد العوامل الرئيسية في التنبؤ بالتماسك الاجتماعي والحد من العنف المُسلح.

في شراكة مع الاتحاد الأوروبي، أطلقت اليونسكو إجراءات الاستجابة لحالات الطوارئ بهدف التعاون مع الشركاء المحليين المرموقين لتقديم المساعدة الغوثية الطارئة وصون التراث وتعزيز التنمية الثقافية المستدامة. حيث تركز تدخلات اليونسكو على حماية وتعزيز التراث المادي وغير المادي من خلال:

• مشاركة الشباب والمجتمع في تنفيذ الأنشطة المدرة للدخل لصون التراث والبرامج الثقافية؛
• بناء القدرات والتدريب المتخصص والمساعدة الُمستهدفة والموجهة نحو الطلب من أجل تعزيز صون التراث وإدارته والارتقاء به على نحو أفضل ودعم القدرة على الصمود؛
• تعزيز التعاون مع أصحاب المصلحة الوطنيين والشركاء الدوليين، ولا سيما شبكات المتخصصين في التراث الثقافي لضمان حصة منسقة من المعلومات، يتم تحقيقها في إعداد خطط إعادة تأهيل المواقع التي تمت صياغتها بالتشاور المحلي؛
• التشاور الفني وتقييم الخبراء وجمع البيانات كأدوات أساسية لتحديد الأولويات، وإرساء تدابير للتخفيف من حدة المخاطر ومنع وقوع المزيد من الضرر بالإضافة إلى التخطيط لإستراتيجيات استعادة القدرة على الانتعاش؛
• مراقبة وتقييم الضرر والدمار والنهب والاتجار غير المشروع من خلال العمل باستخدام التقنيات الحديثة مثل صور الأقمار الصناعية؛ مبادرات المناصرة لرفع مستوى الوعي بالتهديدات التي تواجهها الثقافة في الصراع وبأهمية حمايتها وتعزيزها باعتبارها أحد عناصر القدرة على المواجهة للتعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات.

التدخلات الفورية في إعادة تأهيل التراث

• صنعاء: أسطح وجدران ونوافذ وواجهات البيوت الخاصة والأماكن العامة حول السيلة والمسجد الرئيسي وسور المدينة ومتحف صنعاء الوطني وحدائق البستان والقاسمي والصرف الصحي والبنى التحتية ومنطقة سوق باب الصباح؛
• شبام: السوق الرئيسي، سور المدينة، الواحة، البيوت الطينية الخاصة، البنية التحتية، الساحات العامة المناظر الطبيعية الحضرية، أشجار السيسابان؛
• زبيد: التفاصيل الهيكلية والمعمارية للمنازل التاريخية، السوق المركزي، باب سهام وباب شبارق، المتحف في القلعة، ساحة ميدان، سور المدينة، أعمال البستنة، التفاصيل المعمارية للمباني الرائعة؛
• عدن: منطقة كريتر الوسطى والساحات العامة وخزانات المياه والمتحف الوطني وقصر السلطان والسوق وواجهات النجارة والشرفات الخشبية للمنازل التاريخية.