تحليل

النّفاذ إلى التعليم عبر العالم: مبدأ يتعيّن تحسينه

cou_sup_ed_in_depth_website.jpg

التعليم حقّ أساسي من حقوق الإنسان. ومع ذلك، لا يزال ملايين الأطفال والبالغين محرومين من التعليم، ويُعزى ذلك، في كثير من الأحيان، إلى عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية.

ليندا كلاسين

اليونسكو

ضربت جائحة كوفيد ـ 19، أينما حلّت، أشدّ الفئات ضعفاً وأكثرها تهميشاً، إذْ بلغ عدد المصابين من الدّارسين، في ذروة الوباء، 1،6 مليار شخصا، في حين أُغلقت، لمدّة معيّنة، أغلب المدارس في جميع أنحاء العالم. وتسبّبت هذه الجائحة في تعميق التّفاوتات واللاّمساواة، وقد تُقوّض عقوداً من التقدّم الذي تمّ إحرازه بشقّ الأنفس. فوفقاً لتقديرات اليونسكو، قد يُجبر ما يقرب من 24 مليون طفل وشاب ـمن مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي إلى التعليم العالي ـ عن الانقطاع عن الدّراسة بسبب التداعيات الاقتصادية للجائحة وحدها.

هذا، وتمثّل الفتيات والنساء فئة هشّة على وجه الخصوص فيما يتعلّق بالحقّ في التّعليم إذ يمثّلن 131،7 مليون طفلة غير ملتحقة بالمدارس وثلثي الكهول الأميين البالغ عددهم 773 نسمة. وقد فاقمت جائحة كوفيد ـ 19 أوجه عدم المساواة القائمة من قبل، إذْ تفيد التقديرات بأن 11 مليون فتاة قد لا يتمكن من العودة إلى المدارس حيث تتعرّض الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 سنة، على نحو خاصّ، إلى خطر الانقطاع عن الدّراسة في البلدان منخفضة الدّخل ومتدنّية الدّخل، في حين أن الصّبيان هم أكثر عرضة لهذه المخاطر في البلدان متوسطة الدّخل ومرتفعة الدّخل.

إن التربية، في حدّ ذاتها، هي حقّ اكتساب الفرد استقلاليته، وأحد أقوى الأدوات التي تخوّل للأطفال والكهول المهمّشين اقتصادياً واجتماعياً الإفلات من براثن الفقر والاندماج كليّا في المجتمع. ولبلوغ ذلك، يتعيّن ضمان تكافؤ الفرص وتعميم الانتفاع بالتعليم. واليونسكو تعمل، من جانبها، على تعزيز هذا الحقّ في التعليم للجميع.

المصدر: المبادئ التوجيهية لتعزيز الحق في التعليم في الأطر الوطنية. اليونسكو 2021. مستقبلنا في تربيتهم #SonÉducationNotreAvenir : اضطلاع الفتيات بأدوار ريادية أثناء أزمة كوفيد ـ 19 وبعدها، 2021.