بناء السلام في عقول الرجال والنساء

زوم

الأميّة، الوجه الآخر للرّقّ

cou_sup_ed_zoom_01_website.jpg

مدرسة "لابيرونا" لتعليم الكبار في برشلونة، إسبانيا (1973).

 كاترينا مركيلوفا

اليونسكو

"بقدر ما يحقّ للقرن التاسع عشر أن يتباهى بإلغاء الرّقّ بشكل قانوني، ينبغي للقرن العشرين أن يكرّس جهوده للقضاء على الوجه الآخر للرّقّ المتمثّل في الأميّة". ذلك ما صرّح به، في عام 1949، خايمي توريس بوديت، المدير العام لليونسكو فيما بين سنة 1948 و1952.

وتتنزّل مكافحة هذا "الوجه الآخر للرّقّ" في صميم التّفويض الممنوح لليونسكو منذ نشأتها. ففي أعقاب الحرب، شملت هذه الآفة أكثر من %44 من البالغين في جميع أنحاء العالم، مع تفاوت شديد بين المناطق والبلدان حيث تجاوزت في بلدان مثل مالاوي نسبة %90.

وليست أوروبا بمنأى عن ذلك. ففي كالابريا، جنوب إيطاليا، يجهل نحو نصف السكان القراءة والكتابة. وقد قامت اليونسكو في هذه المنطقة، بالاشتراك مع الحكومة الإيطالية وعددٍ من المنظمات غير الحكومية، بواحدة من أولى حملات مكافحة الأمّية قبل أن تتلوها مبادرات أخرى، مثل تلك التي تم اتّخاذها في إيران عام 1965، ونيكارغوا عام 1980. وفي تاريخ قريب، في عام 2008، أطلقت المنظمة حملة لمحو الأمّية استفاد منها 1،2 مليون أفغاني من بينهم 800 ألف امرأة.

خلال ما يقارب السبعة عقود، تم إحراز تقدّم هائل، إذ بلغ معدّل محو الأميّة بين البالغين في جميع أنحاء العالم %86 في عام 2016، في حين بلغ %91  بين الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 24 سنة (المصدر: معهد اليونسكو للإحصاء). وفي جنوب آسيا، ارتفع معدّل الأمل للفتيات في مواصلة الدّراسة إلى 12 عاماً، مقابل ستة أعوام فقط في عام 1990.

لكن على الرّغم من هذا التقدّم، ما زالت خريطة التّعليم العالمية تشكو من مظاهر اللاّ مساواة الصارخة. فالنساء الأميّات يبلغ عددهنّ 773 مليون نسمة في العالم ويمثّلن الأغلبية من بين الأمّيين. ومن أجل الحدّ من نسبة السكّان المستبعدين عن التّعليم، وضمان تعليم ذي جودة وشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، تم اعتماد الهدف (4) من برنامج التنمية المستدامة في أفق عام 2030، والذي تضطلع اليونسكو فيه بدور الرّيادة.

مدرسة  تاماغاوا غاكوان الابتدائية في طوكيو، 1962

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

درس في محو الأمّية في قرية كولوني بونديو، جنوب مالي، 1994.

أطفال من قوم سامبورو في مركز تدريب محلّي في لوابي، كينيا، 2006.

مدرسة الأطبّاء الثلاثة في بيروت، إحدى المؤسسات التربوية من بين المائتين والعشرين مؤسّسة التي تضرّرت بالانفجار المزدوج لمرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020. تعمل اليونسكو في إطار مبادرة "لبيروت" على تنسيق عملية إعادة تأهيل المدارس في لبنان.

مطالعات ذات صلة

تغيير الحياة عن طريق التعليم، اليونسكو، 2018

التعلم: أمر سهل جداً، رسالة اليونسكو، أكتوبر 2006

جنوب إيطاليا يخوض معركة ضارية ضد الأمية، رسالة اليونسكو، مارس 1952

 

اشترك في رسالة اليونسكو لمتابعة الأحداث. الاشتراك في النسخة الرقمية مجاني %100.

تابع  رسالة اليونسكو على تويتر، فيسبوك، أنستغرام