مؤلفة وناقدة أدبية صدر لها 25 كتابا من شعر، ورواية ونقد. غالية خوجة (سوريا) مقيمة في الإمارات العربية المتحدة منذ 2004 حيث تعمل كصحفية في جريدة الاتحاد اليومية.

مع حلول شهر أبريل 2019، تصبح مدينة الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) عاصمة عالمية للكتاب 2019. فعاليات متنوعة تدعو الجمهور إلى عبور جسر المعرفة لاكتشاف تنوع الثقافات والشعوب.
بقلم غالية خوجة
«خير جليس في الزمان كتاب». قالها الشاعر العربي العظيم أبو الطيب المتنبي منذ القرن العاشر، وظل يردّدها محبو الأدب والشعر والمعرفة إلى يومنا هذا، رغم تقلص الفضاء المخصص للكتاب بفعل اجتياح شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل السمعية البصرية لمحيطنا.
إن الكتاب وسيلة متميزة لتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، والدفاع عن حرية التعبير ومكافحة التطرف والفكر الظلامي. تلك هي القواسم المشتركة بين كل الفعاليات التي تنطلق يوم 23 أبريل 2019 الذي يوافق اليوم العالمي للكتاب ولحقوق المؤلف، لتتواصل طيلة السنة، في إطار تعيين الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، وتكون بذلك الشارقة أول مدينة خليجية وثالث مدينة عربية تحظى بهذا التتويج.
لقد تم إنشاء أول مدرسة وأوّل مكتبة في الإمارات بمدينة الشارقة. كما أن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلق سنة 1982 تحت شعار «إقرأ… أنت في الشارقة!»، أصبح يمثل ثالث أكبر معرض كتاب في العالم. و قد استقبل المعرض في دورته السابعة والثلاثين عام 2018 ما لا يقل عن 2،7 مليون زائرا، و 1874 عارضا من 77 دولة مشاركة، وبلغ عدد العناوين 1،60 مليون وشمل البرنامج 1800 فعالية مختلفة.
لقد أحرز الكتاب على مكانة مرموقة في سياسة إمارة الشارقة الثقافية، ووفقا لهذه السياسة الشاملة، تم إطلاق العديد من المشاريع، نذكر منها «مكتبة لكل بيت»، و«المكتبة المتنقلة»، وعدة جوائز ثقافية منها وطنية ومنها إقليمية أو دولية، مثل جائزة اليونسكوـ الشارقة للثقافة العربية، وجائزة الشارقة للشعر العربي، وجائزة الشارقة للترجمة (ترجمان)، وجائزة الشارقة للكتاب الإماراتي، وغيرها.
ومن المشاريع المنجزة «مدينة الشارقة للنشر» التي تعكس تجربة فريدة في عالم صناعة الكتاب، إذ أنها تجمع كل مراحل هذه الصناعة في مكان واحد يقع في المنطقة الحرة، على مساحة 19.000 متر مربع. ويقدم الموقع خدمات متنوعة وبنية تحتية متطورة تغطي كامل سلسلة النشر - كتابة، وتصميم، وطباعة وتوزيع - لمختلف الميزانيات. وهو ما يشكّل دعماً مباشراً للكتاب.
كما تقوم جمعية الناشرين الإماراتيين بدور محوري في النهوض بالكتاب والترويج لحب المطالعة لدى كل الفئات الاجتماعية والعمرية ، وهي جمعية تحظى باعتراف نظيراتها كما يدل على ذلك انتخاب رئيسة الجمعية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائبة لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين عام 2018.
وعند تسلمها رئاسة مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، صرحت الشيخة بدور أن «الكتاب سبيل المجتمع للارتقاء والنهوض والحوار، وجسر عبور لمختلف دول العالم».
وبفضل تآزر جهود عدة شركاء لا يقل عددهم عن العشرين مؤسسة من الجهات الرسمية العمومية والمدنية والخاصة، قام المكتب بصياغة برنامج متماسك تنطلق فعالياته في شهر أبريل 2019 ليتواصل على مدار العام داخل الإمارات وخارجها، تحت شعار «افتح كتاباً تفتح أذهاناً».
ويهدف البرنامج إلى تطوير ودعم النشر في الإمارات والوطن العربي، وتسهيل وصول الكتاب إلى جميع فئات المجتمع، لا سيما الأطفال واليافعين، وتوفير فرص اكتشاف المؤلفين الواعدين، واكتساب المزيد من القراء ورقياً والكترونياً، والتركيز على الترجمة.
كما أن البرنامج مفتوح لكل الأنواع الأدبية - من شعر ونثر وقصص ورواية - والمؤلفات العلمية والكتب الاجتماعية، والكتب الموجهة للأطفال واليافعين بما فيها الكتب المصورة (كوميكس) وغيرها.
وفي ختام الفعاليات، ستسلّم الشارقة الشعلة لمدينة كوالالمبور الماليزية التي عينتها اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب عام 2020.
تنشر رسالة اليونسكو هذا المقال مساهمة منها في الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، في 23 أبريل.
المزيد من المعلومات حول الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019