
اليونسكو تمنح خمس جوائز لمحو الأمية
cou_03_17_news_01.jpg

أثناء الإحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية، في 8 سبتمبر 2017، وبتوصية من لجنة تحكيم دولية، منحت المديرة العامة إيرينا بوكوفا جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية.
الموضوع الذي تمّ اختياره لهذه السنة هو «محو الأمية في عالم رقمي». واجتمع أصحاب القرار وأطراف مشاركة من كافة أنحاء العالم لتدارس الفائدة من التكنولوجيات الرقمية في مقاومة الأمية ولتقييم الكفاءات الضرورية لمجتمعات اليوم.
أحد الفائزيْن الاثنين بجائزة محو الأمية اليونسكو-الملك سيجونغ الممنوحة للتربية والتكوين في اللغة الأم، برعاية جمهورية كوريا، هو مركز الدراسات حول التعلّم والأداء بجامعة كنكورديا (كندا) وبالتحديد لمشروعه «تطبيق التكنولوجيات التربوية في اقتناء المهارات المدرسية الأساسية في جنوب الصحراء الأفريقية». ويتم في إطار هذا المشروع ابتكار موارد تربوية وتوزيعها مجانا في كافة أنحاء العالم. كما يُصمّم المركز أدوات واستراتيجيات للتربية (من مرحلة ما قبل رياض الأطفال إلى التعليم الثانوي وما بعد الثانوي)، وللخدمات الصحّية والاجتماعية، وللقطاع التعاوني، وللمنظمات غير الحكومية، وذلك بهدف مساعدة كل من يواجه صعوبة في تحقيق طموحاته الشخصية، والمدرسية، والمهنية.
أما الجائزة الثانية اليونسكو-الملك سيجونغ فقد أُسندت إلى مشروع «نحن نحب القراءة» (الأردن)، وهو برنامج تعاوني على الإنترنت يُعلّم الأولياء القراءة بصوت عالٍ، وينتدب مُتطوّعين للقراءة للأطفال في المساحات العمومية ويُزوّدهم بالأدوات الملائمة لأعمارهم في شكل مكتبة رقمية. وقد اكتشفت رنا الدجاني، مُؤسسة البرنامج، هذا المنهج لما اشتغلت في مكتبة عمومية بالولايات المتحدة ورأت ضرورة تفعيله في الأردن ولِمَ لا، إنشاء «مكتبة في كل حي». وتم بعث وحدة في مخيّم الزعتري للاجئين السوريين في شمال البلاد، حيث يتم تكوين مُتطوّعين لقراءة القصص للأطفال.
وبرعاية من جمهورية الصين الشعبية، تمنح جائزة اليونسكو-كونفوشيوس لمحو الأمية الامتياز للأعمال الموجهة لفائدة سكان الريف والشباب غير المُتمدرس، وخاصة منهم الفتيات والنساء. هذه الجائزة أُسندت هذه السنة إلى برنامج «أدولتيكو» لإدارة تكنولوجيات الإعلام والاتصال لمدينة أرمينيا (كولمبيا)، التي تُدرّس المهارات الرقمية للمُسنّين؛ وإلى «سيتيزنس فاونديشن» (الباكستان) عن برنامج «آغاهي» لتعليم الكبار الذي يُقيّم حاجيات النساء والفتيات غير المُتمدرسات في مجال التعليم الرقمي ويتيح لهن فرص التكوين؛ وإلى «فوندزا ليتيراسي تروست» (إفريقيا الجنوبية) وهي جمعية غير ربحية تعمل على رفع مستوى التعلّم لدى المراهقين والكهول الشبان.
ساعد برنامج «أدولتيكو» آلاف المُسنّين في أرمينيا (كولمبيا) على اكتساب مهارات تربطهم بالعالم المُتحضّر. وعبّرت روزا باراغان، إحدى المتعلّمات الأكثر تجربة، عن سعادتها قائلة: «بفضل التكنولوجيا الحديثة، تجاوزنا جهلنا وأصبحت الأمور تسير بأكثر سهولة، خاصة في ما يتعلق بالتواصل مع أقربائنا في الخارج». أمّا برنامج «آغاهي» فهو يُوفّر تعليما للأقلّ حظّا، مثل الفتيات والنساء. وفي اللغة الأردية، إحدى اللغات الرسمية في باكستان، كلمة «آغاهي» تعني «التحسيس».
وتعتبر « فوندزا تروست» التربية قاعدة كل مجتمع سليم ومحو الأمية دعامة مركزية. ويتمثّل عملها في خلق مجموعة من ممارسي القراءة والكتابة صلب الجمهور المُستهدف من خلال أربعة برامج: ترويج القراءة بتوزيع الكتب على الشبان، وخلق مجموعات للقرّاء بفضل الهواتف المحمولة ووسائل أخرى، وتشجيع الشبان على الكتابة، وتوفير مناهج دراسية عبر النات لدعم ممارسة القراءة.
تكافئ جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية، منذ 50 سنة، الأشخاص ومنظّمات المجتمع المدني ممّن برهنوا على التميّز والتجديد في مجال محو الأمية. ولقد حاز على هذا الامتياز 475 مشروعا منذ 1967.