
المدرسة، رهينة الحروب
cou_03_17_zoom_01.jpg

نص : كاترينا ماركيلوفا
صور : دياغو إيبارا سانشاز
«مع الهجرة، يتوقف الزمن، كقنبلة موقوتة. فتجمد صفحات كراس النصوص، إلى الأبد».
بهذا التعبير المجازي، عبّر الصحفي-المصوّر الإسباني دياغو إيبارا سانشاز عن فكرة تُراوده منذ مدة: الحروب بصدد طمس مستقبل جيل بأكمله.
وفعلا، حسب منظمة اليونسكو، لا تتجاوز نسبة المُتمدرسين في صفوف المهاجرين 50٪ من الأطفال و25٪ من المراهقين، في حين أن 28 مليون طفل ممّن لا يزاولون التعلّم يعيشون في مناطق متضررة بالنزاعات.
في أغلب الأحيان، تبقى عواقب الحرب على التعليم والتربية بعيدة عن عدسات الصحفيين المختصين في تصوير الحروب. ومن هذه العواقب اغتيال المُدرّسين، وتدمير المدارس أو تحويلها إلى قواعد عسكرية، وصدمات نفسية عميقة، وفي آخر المطاف حرمان ملايين الأطفال من التعليم. ويسعى دياغو إلى إبراز تدمير مستقبل هذا "الجيل الضائع"، متجاوزا طابع الإثارة المعهود في التغطية الفوتوغرافية للنزاعات.
والدة دياغو معلمة، مما جعله يهتم دوما بمشاكل التربية. ذهب إلى باكستان سنة 2009، وكان عمره 27 سنة. وكانت البلاد مرتعا لحملة عنيفة من قبل طالبان ضد النظام التربوي. ومن هناك شنّ دياغو حملة «هايدجاكد أيدوكيشن» (ارتهان التربية).
غادر دياغو الباكستان، سنة 2014، في اتجاه لبنان، حيث يُقيم حاليا مع زوجته وابنه البالغ من العمر سنتين. وفي الأثناء، يواصل تعميق اهتمامه بموضوع المدرسة في زمن الحرب، في كل من سوريا والعراق وكولمبيا.
يقول دياغو: «هذا الفصل لم ينتهِ بعد، مع الأسف: هذه الحقيقة لا تزال ملموسة في كافة أرجاء العالم، ومشروعي مُتواصل». ويضيف : «نحن نستهلك آلاف الصور دون أن نُخصّص الوقت اللازم لاستيعابها. وعندما نمرّ من واقع إلى آخر، دون تريّث، نصبح مثل السيّاح الذين يزورون مكامن ألم الآخرين». ومن خلال عمله الفوتوغرافي العميق، يسعى دياغو إلى حثّنا، نحن معشرالسيّاح المستعجلين، على التفكير والمساهمة في نزع فتيل هذه "القنبلة الموقوتة" التي تُهدّد عددا هائلا من التلاميذ في العالم.
آثار الحرب. صورة لقاعة تدريس التقطت عبر ثقب في الحائط، الحسكة، سوريا، 13 أبريل 2016.

عرض لجمعية «مهرجون بلا حدود» في مدرسة لبنانية للأطفال اللاجئين، ديسمبر 2014. إن نصف اللاجئين في العالم هم من الأطفال. جلّهم يعيشون في دول نامية حيث تواجه المدارس في سائر الأيام صعوبات في تعليم تلاميذ السكان المحليين

فتاة سورية لاجئة تلعب في مخبأ بمخيّم غير مُهيّأ بضواحي زحلة، لبنان، 16 ديسمبر 2016. بلغت أعداد المنقولين درجة لم يُسجّل التاريخ لها مثيلا. وفي سنة 2015، بلغ عدد الأشخاص الذين أُجبروا على التنقل 65.3 مليون نسمة. وتمثّل نسبة اللاجئين من أصل سوري وصومالي وأفغاني %53.

شعاع من الشمس يضيء وجه تلميذة أفغانية لاجئة في باكستان، 2012
قامت داعش بحرق مئات الكتب المدرسية في مدرسة الشدّادي، سوريا. المدارس هي من بين الأماكن الأكثر عرضة للخطر، تماما مثل المستشفيات. والحال أن حماية المدارس والمستشفيات منصوص عليها في الاتفاقية المتعلّقة بالقوانين والأعراف حول الحرب على الأرض لسنة 1907.

طفل سوري ينتظر توقف المطر داخل مركز تجاري قديم قرب طرابلس، لبنان، يأوي 300 عائلة من اللاجئين، 2016. ان الشيء القليل الذي نعرفه عن السكان الذين أُجبروا عن التنقّل يتعلّق بالخصوص بالذين يعيشون في الملاجئ، في حين أن نصف اللاجئين في العالم يُوجدون في المناطق الحضرية.