
أنظر إليّ، فأنا جميلة !
bd_lookatme.jpg

تمّ إختيار هذه الصورة كأفضل صورة في العالم حول محور السّلام، وهي جزء من مجموعة بعنوان "أنظر إليّ، فأنا جميلة !"، مؤلفة من خمس عشرة صورة التقطتها باتريسيا ويلوك (بلجيكا)، الفائزة بجائزة ألفريد فريد الدولية للتصوير لعام 2015.
وتصفُ هذه المجموعة حياة فتاة صغيرة أنجبت بعد أن ذهبت ضحية عمليّة إغتصاب. وتعرض الصور جميع المراحل الهامة التي مرّت بها الفتاة في حياتها: ولادتها، وخطواتها الأولى، ويومها الأول في المدرسة، وزفافها، ويومها الأول كأم، الخ.
وأطلقت باتريسيا إسم "إستير" على الفتاة، واختارت مدينة "غوما" مكانا لولادتها وهي مدينة في جمهورية كونغو الديمقراطية تشهد جرائم حرب وحالات عنف جنسي مريعة منذ تسعينات القرن الماضي. وتحتلّ "إستير" المرتبة الأولى في كلّ الصّور :نشاهدها وهي تنمو شيئا فشيئا، محاطة دومًا برجال يدعمونها ويحمونها. وحقيقة الأمر أنّ هؤلاء الرجال هم الجلّادون المتسبّبون في معاناتها إلاّ أنّهم يظهرون في الصور وكأنّهم يحمونها، ويمنحونها الحبّ الذي تستحقه، ويصونون كرامتها.
وجميع الأطفال المعروضين في الصور هم فعلًا ثمرة عمليّات إغتصاب، كما أنّ جميع النّساء قد تعرّضن للاستغلال الجنسي. وتعمَّدت باتريسيا إخراج صُورِها إخراجا مسرحيّاّ إلى حدٍّ أنّها أصبحت مزعجة ومبتذلة. إلاّ أنّ هذا المنهج الجريء مدروس ويُقصد به إستفزاز الملاحظين. والمُراد من ذلك الإخراج المسرحي المثالي المفعم بالثياب الملوّنة وبالإبتسامات الفرحة، أن يعيد لهؤلاء النساء كرامتهن ويعزّز ثقتهن بأنفسهن.
وقد علّلت لجنة التحكيم قرارها بكون «المجموعة بمثابة قصّة من قصص الخيال الأفريقية يتحوّل فيها الجلاّد إلى مُنقذ، ويتغلّب فيها الخير على الشر. وفيها إيحاء بنمط حياة جيّد، يضمن الحق في الطفولة، والتّربية، والعمل، والأسرة وتحقيق الذّات. ولا تبعث هذه الصور على الحزن، إنّما هي صرخة إنسانيّة مدويّة مفادها أنّ السلام يعني بشكل أساسي التسامح والإحترام والتقدير».
هذه الصفحة مساهمة من "رسالة اليونسكو" في إحياء اليوم الدّولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع-19 يونيو 2017